الخميس، 28 فبراير 2013

وقفات في معرض اللحف العصرية

بعد أن شاركتكم بصور اللحف في المعرض، أردت أن أضيف تفاصيل عن بعض اللحف التي أعجبتني. و أيضاََ الحديث عن بعض أقسام المعرض الأخرى و الأنشطة التي كانت تدور خلال الأربعة أيام من إقامته.



سأبدأ أولاً باللحف:

"زفاف على الشاطئ"
صاحبة هذا اللحاف أرادت إهداء إبنة عمها هدية مناسبة في زواجها. و لأن العروسين يحبان الصيد، قررت صانعة اللحاف أن تجمع هوايتهما و ألوان ديكور حفل الزفاف في لحاف كبير. التصميم جداً بسيط و جمال اللحاف يأتي من بساطته و ألوانه الهادئة

"طاخ! أنت ميت!"
إعتقدت عندما رأيت هذا اللحاف أن صانعه/صانعته تعشق أفلام جيمس بوند. لكن بعد قراءة التفاصيل، يبدو أن زوج صانعة اللحاف يعمل في الشرطة و في قسم العنف الأسري. تقول أن طبيعة عمل زوجها تجعله تحت ضغط كبير لا يفارقه. و لتوعي الناس  ضد العنف -خصوصاََ ضد الأطفال الذين يتضررون و يقتلون يومياََ ، صنعت هذا اللحاف هدية لهؤلاء الضحايا.
 
"في سبيل الدفاع عن الصناعة اليدوية"
أعجبني جداً هذا اللحاف. بدا لي بسيطاً و معقداً في ذات الوقت. خيط هذا اللحاف كرد على مارثا ستيوارت إحدى أقوى و أهم سيدات الأعمال الأمريكيات و التي إشتهرت بمجلاتها و برامجها و منتجاتها في مجال التدبير و العناية المنزلية. بدأت مارثا ستيوارت مؤخراََ بإنتاج لحف و بيعها في متجر مايسيز الشهير. هذا الأمر أغضب الكثير من صناع اللحف الذين يعتبرون أن اللحف تراث أمريكي منزلي يجب الحفاظ عليه من أطماع الرأسمالية و شركات الإنتاج و التسويق. فلو بيعت اللحف جاهزة في المتاجر لتوقف الناس عن شرائها من الصناع و تنقرض الحرفة و يتوقف الإبداع. 
صاحبة هذا اللحاف إختارت الشفرة أو الرمز الشريطي ( الباركود ) للتعبير عن رفضها للإنتاج الصناعي الصارم في إتقانه، و دفاعها عن الإنتاج اليدوي ذو الإختلافات البسيطة. هذه الإختلافات و الأخطاء -على كلفتها- هي ما تعطي الفن و اللحاف الحياة. و هي أهم من الصفقات التجارية الرخيصة.

"قطاعة الورق"
إستلهمت صاحبة هذا اللحاف تصميمها من قطاعة الورق! الأوراق المقطعة و المتناثرة ألهمتها فحولتها إلى لحاف مستعينة بالتشكيلة اللانهائية للأقمشة في المتاجر.

"محادثة طويلة جداََ"
هذا اللحاف أستلهم من صديق عزيز كثير الكلام تزوج حديثاََ. الأقمشة التي صنع منها هي بواقي و قصاصات من الأقمشة المستخدمة في التحضير لحفل الزفاف. ( كثير من الأمريكيين أصبحوا يعدون و يزينون حفلاتهم بأنفسهم للتوفير).
الصف الأول هو بداية تعرفه على زوجته ( محادثات بعيدة ). الصف الثاني هو مرحلة التودد و الغزل. الصف الثالث هو للعروسين و هما يتبادلان عهود و مواثيق الزواج. الصفوف الباقية هي أمنيات صانعة اللحاف لهما بمحادثات طويلة و سعيدة و هانئة مدى الحياة. 
** يا حليلهم هالأمريكان!

"إلمس هذا اللحاف"
هذا اللحاف جاء كردة فعل لمعرض أقيم في بورتلاند، بولاية أوريغون. من المعروف أن قوانين أي معرض أو متحف تمنع الزوار من لمس المعروضات، و لو سمح ذلك لكان اللمس بقفاز على اليد لتحفظ المعروضات. و لكن زوار ذلك المعرض لم ينبهوا لذلك الأمر أو أنهم كانوا مبهورين باللحف، فكان على صانعة كل لحاف أن تقف قرب معروضاتها لتنبههم.
طبعاََ إدارة المعرض بأوستن أدركت أن بعض زوار قد يستعجلوا و يلمسوا اللحاف قبل أن يفهموا مغزى رسالته، فوضعوا ورقة للتذكير بعدم اللمس.


"لحاف رون"
أستلهم هذا اللحاف من شخصية "رون سوانسون" في مسلسل أمريكي فكاهي إسمه Parks and Recreation . الملفت أنني عندما إقتربت و إبتعدت من اللحاف لم أدرك من هي الشخصية و لم تتضح معالم الوجه. و لكن عندما نظرت إلى اللحاف من كاميرا الجوال لألتقط صورته عرفت الممثل فوراََ! 
التصميم تم عن طريق تحويل الصورة إلى عنصورة ( عنصر + صورة ) أو ما يسمى بالبيكسل. 
من الإنترنت

" أحلم بحلم صغير "
أعجبتني تفاصيل هذا اللحاف و التي جمعت بين الصبغ و التحلية و الترقيع, اللحاف أستلهم من خطاب مارتن لوثر كنغ الناشط الأمريكي في حقوق السود ضد التمييز العنصري.

و الآن لباقي أجزاء المعرض:
إحتوى المعرض على العديد من الأنشطة و الورش و كذلك المحاضرات من كبار المصممين و المحترفين و لحسن الحظ قابلت و تحدثت مع المصممة المبدعة أيمي بتلر و التي تعلمت الخياطة بقراءة بتروناتها المفصلة.
كما إلتقطنا صورة لدينيس شمدت  أحدى مؤسسات المدرسة العصرية مع لحفها.

أجزاء المعرض تضمنت متاجر و وكالات خياطة مثل جانومي و بيرنينا و بيبي لوك. إضافة إلى وكالات أجهزة التضريب الحديثة LongArm Quilting Machines . جربنا أنا و رب المنزل التضريب عليها و كان ممتعاََ للغاية و مختلفاََ على التضريب الذي إعتدته على ماكينة الخياطة المنزلية.

إلتقيت بأصحاب العديد من المتاجر و تحدثت معهم و عن منتجاتهم. بعض المتاجر يعرض خدمة التضريب عن طريق البريد. و الآخر يبيع الأقمشة و الباترونات. و البعض يصبغ القماش بالطبعات التي يصممها الزبون. 

زرت كذلك " مخبز مودا " و الذي أعجبني تصميمه. مخبز القماش هذا أشتهر بمسمياته اللذيذة لقصات القماش المختلفة: فهو يسمي رزمة المربعات قياس ١٠ إنش بـ ( Layred Cake )، و لفة الشرائط التي عرضها ٥ إنش بـ ( Dessert Roll ) و التي عرضها ٢.٥ إنش بـ ( Jelly Roll ). كما يطلق على المصممين لقب Chef و الباترونات Recipe .
حتى ديكوره يوحي للزائر أنه في مخبز للقماش.

تحدثت أيضاََ مع متجر شهير بأقمشته الملونة السادة Robert Kaufman. لفت نظري أسماء الألوان ( محيط - فطر - كركديه - كناري - فحم - غابة ). جلسنا أنا و المسؤولة الأسترالية نتحدث عن الألوان، و أرادت أن تريني عينة  فأخرجت كتالوج ذكرني بذلك الذي أراه في صالونات تصفيف الشعر. لكن بدل الخصلات الملونة، كانت هناك قصاصات قماش. عندما إنتهينا من النقاش إلتفتت حولها و ناولتني الكاتالوج و قالت " ستحتاجين هذا عندما ترجعين إلى السعودية. أخفيه جيداََ. فما عندي لا يكفي لكل زوار المعرض." شكرتها و أنا أضحك و وضعت الكاتالوج في حقيبتي. 

و بهذا أكون شاركتكم بكل ما عندي عن معرض اللحف العصرية. أتمنى أن تكونوا قد  إستمتعتم . إذا أردتم الإطلاع أكثر على المحاضرات و الورشات أنصحكم بهذا الرابط المجاني:

تحياتي 
ربة منزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق